ﺇﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
ﻳﺮﻭﻯ ﻓﻲ ﻓﻀﻠﻪ ﻭﻣﻨﺎﻗﺒﻪ
ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﻫﻤﻬﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ
]ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻫﺮﻳﺮﺓ ﻳﺒﻠﻎ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﺒﻲ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﻗﺎﻝ
ﻟﻴﻀﺮﺑﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺃﻛﺒﺎﺩ ﺍﻹﺑﻞ
ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼ ﻳﺠﺪﻭﻥ
ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ[
ﺇﻧﻪ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺇﻣﺎﻡ
ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺃﺣﺪ
ﺍﻟﻤﺬﺍﻫﺐ ﺍﻟﻔﻘﻬﻴﺔ ﺍﻷﺭﺑﻌﺔ ﻓﻲ
ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﺬﻫﺐ
ﺍﻟﻤﺎﻟﻜﻲ، ﻭﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺐ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ
ﻭﻫﻮ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ. ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﻢ.
ﻧﺴﺒﻪ ﻭﻣﻮﻟﺪﻩ
ﻫﻮ ﺷﻴﺦ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺣﺠﺔ ﺍﻷﻣﺔ
ﺇﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ
ﻣﺎﻟﻚ ﺍﺑﻦ ﺃﻧﺲ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ
ﺃﺑﻰ ﻋﺎﻣﺮ ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ
ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﺑﻦ ﻏﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺧﺜﻴﻞ
ﺑﻦ ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺭﺙ ﻭﻫﻮ ﺫﻭ
ﺃﺻﺒﺢ ﺑﻦ ﻋﻮﻑ ﺑﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻦ
ﺯﻳﺪ ﺑﻦ ﺷﺪﺍﺩ ﺑﻦ ﺯﺭﻋﺔ ﻭﻫﻮ
ﺣﻤﻴﺮ ﺍﻷﺻﻐﺮ ﺍﻟﺤﻤﻴﺮﻱ ﺛﻢ
ﺍﻷﺻﺒﺤﻲ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺣﻠﻴﻒ ﺑﻨﻲ
ﺗﻴﻢ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻓﻬﻢ ﺣﻠﻔﺎﺀ
ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺃﺧﻲ ﻃﻠﺤﺔ ﺑﻦ ﻋﺒﻴﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺃﺣﺪ ﺍﻟﻌﺸﺮﺓ ﺍﻟﻤﺒﺸﺮﻳﻦ
ﺑﺎﻟﺠﻨﺔ.
ﻭﺃﻣﻪ ﻫﻲ ﻋﺎﻟﻴﺔ ﺑﻨﺖ ﺷﺮﻳﻚ
ﺍﻷﺯﺩﻳﺔ ﻭﺃﻋﻤﺎﻣﻪ ﻫﻢ ﺃﺑﻮ ﺳﻬﻞ
ﻧﺎﻓﻊ ﻭﺃﻭﻳﺲ ﻭﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﻭﺍﻟﻨﻀﺮ
ﺃﻭﻻﺩ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﻣﺮ.
ﻭﻟﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﻠﻰ ﺍﻷﺻﺢ ﻓﻲ
ﺳﻨﺔ 93ﻫـ ﻋﺎﻡ ﻣﻮﺕ ﺃﻧﺲ
ﺧﺎﺩﻡ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ
ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﻭﻧﺸﺄ ﻓﻲ ﺻﻮﻥ
ﻭﺭﻓﺎﻫﻴﺔ ﻭﺗﺠﻤﻞ
ﻃﻠﺒﻪ ﻟﻠﻌﻠﻢ
ﻃﻠﺐ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﻫﻮ
ﺣﺪﺙ ﻟﻢ ﻳﺘﺠﺎﻭﺯ ﺑﻀﻊ ﻋﺸﺮﺓ
ﺳﻨﺔ ﻣﻦ ﻋﻤﺮﻩ ﻭﺗﺄﻫﻞ ﻟﻠﻔﺘﻴﺎ
ﻭﺟﻠﺲ ﻟﻺﻓﺎﺩﺓ ﻭﻟﻪ ﺇﺣﺪﻯ
ﻭﻋﺸﺮﻭﻥ ﺳﻨﺔ ﻭﻗﺼﺪﻩ ﻃﻠﺒﺔ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺣﺪﺙ ﻋﻨﻪ ﺟﻤﺎﻋﺔ
ﻭﻫﻮ ﺑﻌﺪ ﺷﺎﺏ ﻃﺮﻱ.
ﺛﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ
ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﻗﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﻋﺎﻟﻢ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺤﺠﺎﺯ ﻭﻫﻮ ﺣﺠﺔ ﺯﻣﺎﻧﻪ.
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ: ﺇﺫﺍ ﺫﻛﺮ
ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻓﻤﺎﻟﻚ ﺍﻟﻨﺠﻢ.
ﻭﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ
ﻣﺎﻟﻚ ﻻ ﻳﺒﻠﻎ ﻣﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺇﻻ
ﺻﺤﻴﺤﺎ ﻭﻻ ﻳﺤﺪﺙ ﺇﻻ ﻋﻦ ﺛﻘﺔ
ﻣﺎ ﺃﺭﻯ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺇﻻ ﺳﺘﺨﺮﺏ
ﺑﻌﺪ ﻣﻮﺗﻪ ﻳﻌﻨﻲ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ.
ـ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﻭﻫﻴﺐ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ
ﺃﺑﺼﺮ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺎﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﻝ ﺃﻧﻪ ﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻗﺎﻝ
ﻓﻠﻢ ﺃﺭﻯ ﺃﺣﺪﺍ ﺇﻻ ﺗﻌﺮﻑ ﻭﺗﻨﻜﺮ
ﺇﻻ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ
ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ.
ﺇﻣﺎﻡ ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻬﺠﺮﺓ
ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺃﺑﻲ ﻣﻮﺳﻰ
ﺍﻷﺷﻌﺮﻱ ﻗﺎﻝ ]ﻗﺎﻝ ﺭﺳﻮﻝ
ﺍﻟﻠﻪ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ(
ﻳﺨﺮﺝ ﻧﺎﺱ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺮﻕ
ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻃﻠﺐ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻼ
ﻳﺠﺪﻭﻥ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ[ ﻭﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻋﻴﻴﻨﺔ
ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺃﻗﻮﻝ ﻫﻮ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﺣﺘﻰ ﻗﻠﺖ ﻛﺎﻥ ﻓﻲ
ﺯﻣﺎﻧﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ
ﻭﺳﺎﻟﻢ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻏﻴﺮﻫﻤﺎ
ﺛﻢ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﺃﻗﻮﻝ ﺇﻧﻪ
ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺒﻖ ﻟﻪ ﻧﻈﻴﺮ
ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ.
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﺎﺿﻲ ﻋﻴﺎﺽ ﻫﺬﺍ ﻫﻮ
ﺍﻟﺼﺤﻴﺢ ﻋﻦ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺭﻭﺍﻩ
ﻋﻨﻪ ﺍﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﻭﺍﺑﻦ ﻣﻌﻴﻦ
ﻭﺫﺅﻳﺐ ﺑﻦ ﻋﻤﺎﻣﻪ ﻭﺍﺑﻦ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﻲ ﻭﺍﻟﺰﺑﻴﺮ ﺑﻦ ﺑﻜﺎﺭ
ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺇﺳﺮﺍﺋﻴﻞ
ﻛﻠﻬﻢ ﺳﻤﻊ ﺳﻔﻴﺎﻥ ﻳﻔﺴﺮﻩ
ﺑﻤﺎﻟﻚ ﺃﻭ ﻳﻘﻮﻝ ﻭﺃﻇﻨﻪ ﺃﻭ
ﺃﺣﺴﺒﻪ ﺃﻭ ﺃﺭﺍﻩ ﺃﻭ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺮﻭﻧﻪ.
ﻭﺫﻛﺮ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﻤﻐﻴﺮﺓ ﺍﻟﻤﺨﺰﻭﻣﻲ
ﺃﻥ ﻣﻌﻨﺎﻩ ﻣﺎ ﺩﺍﻡ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻮﻥ
ﻳﻄﻠﺒﻮﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻻ ﻳﺠﺪﻭﻥ ﺃﻋﻠﻢ
ﻣﻦ ﻋﺎﻟﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ
ﻋﻠﻰ ﻫﺬﺍ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ
ﺛﻢ ﺑﻌﺪﻩ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺷﻴﻮﺥ
ﻣﺎﻟﻚ ﺛﻢ ﻣﺎﻟﻚ ﺛﻢ ﻣﻦ ﻗﺎﻡ
ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻌﻠﻤﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺃﻋﻠﻢ
ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ.
ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺎﻟﻢ ﻣﻦ
ﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺎﺑﻌﻴﻦ ﻳﺸﺒﻪ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻓﻲ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﻔﻘﻪ ﻭﺍﻟﺠﻼﻟﺔ
ﻭﺍﻟﺤﻔﻆ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﺑﻬﺎ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻣﺜﻞ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ
ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ ﻭﺍﻟﻔﻘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﻌﺔ
ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ ﻭﺳﺎﻟﻢ ﻭﻋﻜﺮﻣﺔ
ﻭﻧﺎﻓﻊ ﻭﻃﺒﻘﺘﻬﻢ ﺛﻢ ﺯﻳﺪ ﺑﻦ
ﺃﺳﻠﻢ ﻭﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻭﺃﺑﻲ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ
ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺻﻔﻮﺍﻥ
ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻢ ﻭﺭﺑﻴﻌﺔ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻭﻃﺒﻘﺘﻬﻢ ﻓﻠﻤﺎ ﺗﻔﺎﻧﻮﺍ
ﺍﺷﺘﻬﺮ ﺫﻛﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻬﺎ ﻭﺍﺑﻦ ﺃﺑﻲ
ﺫﺋﺐ ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ ﺑﻦ
ﺍﻟﻤﺎﺟﺸﻮﻥ ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺑﻼﻝ
ﻭﻓﻠﻴﺢ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﺃﻗﺮﺍﻧﻬﻢ
ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﻓﻴﻬﻢ
ﻋﻠﻰ ﺍﻹﻃﻼﻕ ﻭﺍﻟﺬﻱ ﺗﻀﺮﺏ
ﺇﻟﻴﻪ ﺁﺑﺎﻁ ﺍﻹﺑﻞ ﻣﻦ ﺍﻵﻓﺎﻕ
ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﺤﺎﻛﻢ ﻣﺎ
ﺿﺮﺑﺖ ﺃﻛﺒﺎﺩ ﺍﻹﺑﻞ ﻣﻦ
ﺍﻟﻨﻮﺍﺣﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﺣﺪ ﻣﻦ ﻋﻠﻤﺎﺀ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺩﻭﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻋﺘﺮﻓﻮﺍ
ﻟﻪ ﻭﺭﻭﺕ ﺍﻷﺋﻤﺔ ﻋﻨﻪ ﻣﻤﻦ ﻛﺎﻥ
ﺃﻗﺪﻡ ﻣﻨﻪ ﺳﻨﺎ ﻛﺎﻟﻠﻴﺚ ﻋﺎﻟﻢ
ﺃﻫﻞ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﻤﻐﺮﺏ
ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻋﺎﻟﻢ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺸﺎﻡ
ﻭﻣﻔﺘﻴﻬﻢ ﻭﺍﻟﺜﻮﺭﻱ ﻭﻫﻮ
ﺍﻟﻤﻘﺪﻡ ﺑﺎﻟﻜﻮﻓﺔ ﻭﺷﻌﺒﺔ ﻋﺎﻟﻢ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺒﺼﺮﺓ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻗﺎﻝ
ﻭﺣﻤﻞ ﻋﻨﻪ ﻗﺒﻠﻬﻢ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ
ﺳﻌﻴﺪ ﺍﻷﻧﺼﺎﺭﻱ ﺣﻴﻦ ﻭﻻﻩ ﺃﺑﻮ
ﺟﻌﻔﺮ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻘﻀﺎﺓ ﻓﺴﺄﻝ
ﻣﺎﻟﻜﺎ ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﻟﻪ ﻣﺎﺋﺔ ﺣﺪﻳﺚ
ﺣﻴﻦ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺮﺍﻕ ﻭﻣﻦ
ﻗﺒﻞ ﻛﺎﻥ ﺍﺑﻦ ﺟﺮﻳﺞ ﺣﻤﻞ
ﻋﻨﻪ.
ﻗﺼﺔ ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ
ﻳﺮﻭﻱ ﺃﺑﻮ ﻣﺼﻌﺐ ﻓﻴﻘﻮﻝ:
ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﺩﺧﻠﺖ
ﻋﻠﻰ ﺃﺑﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﻗﺪ ﻧﺰﻝ ﻋﻠﻰ
ﻓﺮﺵ ﻟﻪ ﻭﺇﺫﺍ ﻋﻠﻰ ﺑﺴﺎﻃﻪ
ﺩﺍﺑﺘﺎﻥ ﻣﺎ ﺗﺮﻭﺛﺎﻥ ﻭﻻ ﺗﺒﻮﻻﻥ
ﻭﺟﺎﺀ ﺻﺒﻲ ﻳﺨﺮﺝ ﺛﻢ ﻳﺮﺟﻊ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﺗﺪﺭﻱ ﻣﻦ ﻫﺬﺍ ﻗﻠﺖ
ﻻ ﻗﺎﻝ ﻫﺬﺍ ﺍﺑﻨﻲ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﻔﺰﻉ
ﻣﻦ ﻫﻴﺒﺘﻚ ﺛﻢ ﺳﺎﺀﻟﻨﻲ ﻋﻦ
ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻣﻨﻬﺎ ﺣﻼﻝ ﻭﻣﻨﻬﺎ ﺣﺮﺍﻡ
ﺛﻢ ﻗﺎﻝ ﻟﻲ ﺃﻧﺖ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺃﻋﻘﻞ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺃﻋﻠﻢ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻗﻠﺖ ﻻ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻗﺎﻝ
ﺑﻠﻰ ﻭﻟﻜﻨﻚ ﺗﻜﺘﻢ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻟﺌﻦ ﺑﻘﻴﺖ ﻷﻛﺘﺒﻦ ﻗﻮﻟﻚ
ﻛﻤﺎ ﺗﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺼﺎﺣﻒ
ﻭﻷﺑﻌﺜﻦ ﺑﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻵﻓﺎﻕ
ﻓﻸﺣﻤﻠﻬﻨﻢ ﻋﻠﻴﻪ.ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ:
ﻻ ﺗﻔﻌﻞ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ،
ﻓﺈﻥ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺭﺳﻮﻝ ﺗﻔﺮﻗﻮﺍ
ﻓﻲ ﺍﻷﻣﺼﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﺗﻔﻌﻞ ﺗﻜﻦ
ﻓﺘﻨﺔ!!
ﻣﻮﺍﻗﻒ ﻣﻦ ﺣﻴﺎﺗﻪ
ﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ
ﺃﺟﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ ﺣﺘﻰ ﺳﺄﻟﺖ
ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻲ ﻫﻞ ﺗﺮﺍﻧﻲ
ﻣﻮﺿﻌﺎ ﻟﺬﻟﻚ ﺳﺄﻟﺖ ﺭﺑﻴﻌﺔ
ﻭﺳﺄﻟﺖ ﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ
ﻓﺄﻣﺮﺍﻧﻲ ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻘﻠﺖ ﻓﻠﻮ
ﻧﻬﻮﻙ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﺃﻧﺘﻬﻲ ﻻ
ﻳﻨﺒﻐﻲ ﻟﻠﺮﺟﻞ ﺃﻥ ﻳﺒﺬﻝ ﻧﻔﺴﻪ
ﺣﺘﻰ ﻳﺴﺄﻝ ﻣﻦ ﻫﻮ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻨﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﺧﻠﻒ: ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻴﻪ
ﻓﻘﻠﺖ ﻣﺎ ﺗﺮﻯ ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺅﻳﺎ ﺑﻌﺜﻬﺎ
ﺑﻌﺾ ﺇﺧﻮﺍﻧﻪ ﻳﻘﻮﻝ: ﺭﺃﻳﺖ
ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ(
ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﻡ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﻗﺪ
ﺍﺟﺘﻤﻊ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﻢ
ﺇﻧﻲ ﻗﺪ ﺧﺒﺄﺕ ﺗﺤﺖ ﻣﻨﺒﺮﻱ
ﻃﻴﺒﺎ ﺃﻭ ﻋﻠﻤﺎ ﻭﺃﻣﺮﺕ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﺃﻥ
ﻳﻔﺮﻗﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻓﺎﻧﺼﺮﻑ
ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﻫﻢ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﺇﺫﺍ ﻳﻨﻔﺬ
ﻣﺎﻟﻚ ﻣﺎ ﺃﻣﺮﻩ ﺑﻪ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﺛﻢ
ﺑﻜﻰ ﻓﻘﻤﺖ ﻋﻨﻪ.
ﻭﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻗﺪﻡ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ
ﺑﺄﻟﻔﻲ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺃﻭ ﻗﺎﻝ ﺑﺜﻼﺛﺔ
ﺁﻻﻑ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﺛﻢ ﺃﺗﺎﻩ ﺍﻟﺮﺑﻴﻊ ﺑﻌﺪ
ﺫﻟﻚ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ
ﻳﺤﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﺎﺩﻟﻪ ﺇﻟﻰ ﻣﺪﻳﻨﺔ
ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻘﺎﻝ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻨﺒﻲ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ(
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺧﻴﺮ ﻟﻬﻢ ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﻮﺍ
ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ ﻭﺍﻟﻤﺎﻝ ﻋﻨﺪﻱ ﻋﻠﻰ
ﺣﺎﻟﻪ.
ﻭﻗﺪﻡ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻣﺮﺓ
ﺃﺧﺮﻯ ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺄﺗﺎﻩ
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻬﺎﺭﻭﻥ ﻭﻣﻮﺳﻰ ﺍﺳﻤﻌﺎ
ﻣﻨﻪ ﻓﺒﻌﺚ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺒﻬﻤﺎ
ﻓﺄﻋﻠﻤﺎ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﻜﻠﻤﺔ ﻓﻘﺎﻝ
ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﺆﺗﻰ
ﺃﻫﻠﻪ ﻓﻘﺎﻝ ﺻﺪﻕ ﻣﺎﻟﻚ ﺻﻴﺮﺍ
ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻠﻤﺎ ﺻﺎﺭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻗﺎﻝ ﻟﻪ
ﻣﺆﺩﺑﻬﻤﺎ ﺍﻗﺮﺃ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﻓﻘﺎﻝ ﺇﻥ
ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﺼﺒﻴﺎﻥ ﻋﻠﻰ
ﺍﻟﻤﻌﻠﻢ ﻓﺈﺫﺍ ﺃﺧﻄﺌﻮﺍ ﺃﻓﺘﺎﻫﻢ
ﻓﺮﺟﻌﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﻬﺪﻱ ﻓﺒﻌﺚ
ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﻜﻠﻤﻪ ﻓﻘﺎﻝ
ﺳﻤﻌﺖ ﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ ﻳﻘﻮﻝ
ﺟﻤﻌﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺮﻭﺿﺔ
ﻣﻦ ﺭﺟﺎﻝ ﻭﻫﻢ ﻳﺎ ﺃﻣﻴﺮ
ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻤﺴﻴﺐ
ﻭﺃﺑﻮ ﺳﻠﻤﺔ ﻭﻋﺮﻭﺓ ﻭﺍﻟﻘﺎﺳﻢ
ﻭﺳﺎﻟﻢ ﻭﺧﺎﺭﺟﻪ ﺑﻦ ﺯﻳﺪ
ﻭﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﻳﺴﺎﺭ ﻭﻧﺎﻓﻊ
ﻭﻋﺒﺪ ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﺑﻦ ﻫﺮﻣﺰ ﻭﻣﻦ
ﺑﻌﺪﻫﻢ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺰﻧﺎﺩ ﻭﺭﺑﻴﻌﻪ
ﻭﻳﺤﻴﻰ ﺑﻦ ﺳﻌﻴﺪ ﻭﺍﺑﻦ ﺷﻬﺎﺏ
ﻛﻞ ﻫﺆﻻﺀ ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﻭﻻ
ﻳﻘﺮﺅﻭﻥ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﻲ ﻫﺆﻻﺀ
ﻗﺪﻭﺓ ﺻﻴﺮﻭﺍ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﺎﻗﺮﺅﻭﺍ
ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻔﻌﻠﻮﺍ.
ﻳﺮﻭﻱ ﻳﺤﻴﻰ ﺍﺑﻦ ﺧﻠﻒ
ﺍﻟﻄﺮﺳﻮﺳﻲ ﻭﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺛﻘﺎﺕ
ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ
ﻓﺪﺧﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺭﺟﻞ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ
ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺗﻘﻮﻝ ﻓﻴﻤﻦ ﻳﻘﻮﻝ
ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻣﺨﻠﻮﻕ ﻓﻘﺎﻝ ﻣﺎﻟﻚ
ﺯﻧﺪﻳﻖ ﺍﻗﺘﻠﻮﻩ ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻧﻤﺎ ﺃﺣﻜﻲ ﻛﻼﻣﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ
ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻤﺎ ﺳﻤﻌﺘﻪ ﻣﻨﻚ ﻭﻋﻈﻢ
ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ.
ﻭﻋﻦ ﻗﺘﻴﺒﻪ ﻗﺎﻝ ﻛﻨﺎ ﺇﺫﺍ ﺩﺧﻠﻨﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺧﺮﺝ ﺇﻟﻴﻨﺎ ﻣﺰﻳﻨﺎ
ﻣﻜﺤﻼ ﻣﻄﻴﺒﺎ ﻗﺪ ﻟﺒﺲ ﻣﻦ
ﺃﺣﺴﻦ ﺛﻴﺎﺑﻪ ﻭﺗﺼﺪﺭ ﺍﻟﺤﻠﻘﺔ
ﻭﺩﻋﺎ ﺑﺎﻟﻤﺮﺍﻭﺡ ﻓﺄﻋﻄﻰ ﻟﻜﻞ
ﻣﻨﺎ ﻣﺮﻭﺣﺔ.
ﻭﻋﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﻥ
ﻣﺎﻟﻚ ﻳﺄﺗﻲ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﺸﻬﺪ
ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰ
ﻭﻳﻌﻮﺩ ﺍﻟﻤﺮﺿﻰ ﻭﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ
ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ﻓﻴﺠﺘﻤﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﺃﺻﺤﺎﺑﻪ
ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﺍﻟﺠﻠﻮﺱ ﻓﻜﺎﻥ
ﻳﺼﻠﻲ ﻭﻳﻨﺼﺮﻑ ﻭﺗﺮﻙ ﺷﻬﻮﺩ
ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﺰ ﺛﻢ ﺗﺮﻙ ﺫﻟﻚ ﻛﻠﻪ
ﻭﺍﻟﺠﻤﻌﺔ ﻭﺍﺣﺘﻤﻞ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺫﻟﻚ
ﻛﻠﻪ ﻭﻛﺎﻧﻮﺍ ﺃﺭﻏﺐ ﻣﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻓﻴﻪ
ﻭﺭﺑﻤﺎ ﻛﻠﻢ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﻓﻴﻘﻮﻝ
ﻟﻴﺲ ﻛﻞ ﺃﺣﺪ ﻳﻘﺪﺭ ﺃﻥ ﻳﺘﻜﻠﻢ
ﺑﻌﺬﺭﻩ.
ﻭﻛﺎﻥ ﻳﺠﻠﺲ ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻋﻠﻰ
ﺿﺠﺎﻉ ﻟﻪ ﻭﻧﻤﺎﺭﻕ ﻣﻄﺮﻭﺣﺔ
ﻓﻲ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻳﻤﻨﺔ ﻭﻳﺴﺮﺓ ﻟﻤﻦ
ﻳﺄﺗﻴﻪ ﻣﻦ ﻗﺮﻳﺶ ﻭﺍﻷﻧﺼﺎﺭ
ﻭﺍﻟﻨﺎﺱ، ﻭﻛﺎﻥ ﻣﺠﻠﺴﻪ
ﻣﺠﻠﺲ ﻭﻗﺎﺭ ﻭﺣﻠﻢ ﻗﺎﻝ ﻭﻛﺎﻥ
ﺭﺟﻼ ﻣﻬﻴﺒﺎ ﻧﺒﻴﻼ ﻟﻴﺲ ﻓﻲ
ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺷﻲﺀ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺮﺍﺀ
ﻭﺍﻟﻠﻐﻂ ﻭﻻ ﺭﻓﻊ ﺻﻮﺕ ﻭﻛﺎﻥ
ﺍﻟﻐﺮﺑﺎﺀ ﻳﺴﺄﻟﻮﻧﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻓﻼ ﻳﺠﻴﺐ ﺇﻻ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﺑﻌﺪ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺭﺑﻤﺎ ﺃﺫﻥ ﻟﺒﻌﻀﻬﻢ
ﻳﻘﺮﺃ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﻛﺎﺗﺐ ﻗﺪ
ﻧﺴﺦ ﻛﺘﺒﻪ ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺣﺒﻴﺐ ﻳﻘﺮﺃ
ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﻭﻻ ﻳﻨﻈﺮ ﺃﺣﺪ ﻓﻲ
ﻛﺘﺎﺑﻪ ﻭﻻ ﻳﺴﺘﻔﻬﻢ ﻫﻴﺒﺔ ﻟﻤﺎﻟﻚ
ﻭﺇﺟﻼﻻ ﻟﻪ ﻭﻛﺎﻥ ﺣﺒﻴﺐ ﺇﺫﺍ ﻗﺮﺃ
ﻓﺄﺧﻄﺄ ﻓﺘﺢ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻛﺎﻥ
ﺫﻟﻚ ﻗﻠﻴﻼ ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ
ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻣﺎ ﺃﻛﺜﺮ
ﺃﺣﺪ ﻗﻂ ﻓﺄﻓﻠﺢ.
ﻭﻗﻴﻞ ﻟﻤﺎﻟﻚ ﻟﻢ ﻻ ﺗﺄﺧﺬ ﻋﻦ
ﻋﻤﺮﻭ ﺑﻦ ﺩﻳﻨﺎﺭ ﻗﺎﻝ: ﺃﺗﻴﺘﻪ
ﻓﻮﺟﺪﺗﻪ ﻳﺄﺧﺬﻭﻥ ﻋﻨﻪ ﻗﻴﺎﻣﺎ
ﻓﺄﺟﻠﻠﺖ ﺣﺪﻳﺚ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ
)ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ( ﺃﻥ
ﺁﺧﺬﻩ ﻗﺎﺋﻤﺎ.
ﻭﻳﺮﻭﻯ ﻋﻦ ﺍﺑﻦ ﻭﻫﺐ ﻗﺎﻝ:
ﺳﻤﻌﺖ ﻣﺎﻟﻜﺎ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﺮﺟﻞ
ﺳﺄﻟﻪ ﻋﻦ ﺍﻟﻘﺪﺭ ﻧﻌﻢ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ
ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻭﻟﻮ ﺷﺌﻨﺎ ﻵﺗﻴﻨﺎ ﻛﻞ
ﻧﻔﺲ ﻫﺪﺍﻫﺎ){ﺍﻟﺴﺠﺪﺓ:12(
ﻭﻗﺎﻝ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﻗﺎﻝ
ﻛﻨﺎ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺠﺎﺀﻩ ﺭﺟﻞ
ﻓﻘﺎﻝ ﻳﺎ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ]ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ
ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺳﺘﻮﻯ " ﻛﻴﻒ
ﺍﺳﺘﻮﻯ ﻓﻤﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ
ﺷﻲﺀ ﻣﺎ ﻭﺟﺪ ﻣﻦ ﻣﺴﺄﻟﺘﻪ
ﻓﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺍﻷﺭﺽ ﻭﺟﻌﻞ
ﻳﻨﻜﺖ ﺑﻌﻮﺩ ﻓﻲ ﻳﺪﻩ ﺣﺘﻰ
ﻋﻼﻩ ﺍﻟﺮﺿﺎﺀ ﺛﻢ ﺭﻓﻊ ﺭﺃﺳﻪ
ﻭﺭﻣﻰ ﺑﺎﻟﻌﻮﺩ ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻜﻴﻒ
ﻣﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻻﺳﺘﻮﺍﺀ
ﻣﻨﻪ ﻏﻴﺮ ﻣﺠﻬﻮﻝ ﻭﺍﻹﻳﻤﺎﻥ ﺑﻪ
ﻭﺍﺟﺐ ﻭﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻨﻪ ﺑﺪﻋﺔ
ﻭﺃﻇﻨﻚ ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﻪ
ﻓﺄﺧﺮﺝ[
ﻭﻓﻲ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻗﺎﻝ:
ﺍﻟﺮﺣﻤﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﺮﺵ
ﺍﺳﺘﻮﻯ، ﻛﻤﺎ ﻭﺻﻒ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻻ
ﻳﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻛﻴﻒ ﻭﻛﻴﻒ ﻋﻨﻪ
ﻣﺮﻓﻮﻉ ﻭﺃﻧﺖ ﺭﺟﻞ ﺳﻮﺀ
ﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ ﺃﺧﺮﺟﻮﻩ.
ﻣﻦ ﻛﻠﻤﺎﺗﻪ
ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﻭﻻ ﻳﺰﻳﺪ ﻭﻟﻢ
ﻳﺰﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻳﻨﻘﺺ ﺑﻌﺪ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻭﺍﻟﻜﺘﺐ.
ﻭﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺩﺧﻠﺖ ﻋﻠﻰ ﻣﻠﻚ ﻣﻦ
ﻫﺆﻻﺀ ﺍﻟﻤﻠﻮﻙ ﺣﺘﻰ ﺃﺻﻞ ﺇﻟﻴﻪ
ﺇﻻ ﻧﺰﻉ ﺍﻟﻠﻪ ﻫﻴﺒﺘﻪ ﻣﻦ ﺻﺪﺭﻱ.
ﺃﻋﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻓﺴﺎﺩ ﻋﻈﻴﻢ ﺃﻥ
ﻳﺘﻜﻠﻢ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﻳﺴﻤﻊ.
ﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺇﻻ ﻟﻨﻔﺴﻲ
ﻭﻣﺎ ﺗﻌﻠﻤﺖ ﻟﻴﺤﺘﺎﺝ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺇﻟﻲ
ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺎﺱ.
ﻟﻴﺲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺠﺪﻝ ﻣﻦ ﺍﻟﺪﻳﻦ
ﺑﺸﻲﺀ.
ﻻ ﻳﺆﺧﺬ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻋﻦ ﺃﺭﺑﻌﺔ
ﺳﻔﻴﻪ ﻳﻌﻠﻦ ﺍﻟﺴﻔﻪ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ
ﺃﺭﻭﻯ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺻﺎﺣﺐ ﺑﺪﻋﺔ
ﻳﺪﻋﻮ ﺇﻟﻰ ﻫﻮﺍﻩ ﻭﻣﻦ ﻳﻜﺬﺏ
ﻓﻲ ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﻭﺇﻥ ﻛﻨﺖ ﻻ
ﺃﺗﻬﻤﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻭﺻﺎﻟﺢ
ﻋﺎﺑﺪ ﻓﺎﺿﻞ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﻔﻆ
ﻣﺎ ﻳﺤﺪﺙ ﺑﻪ.
ﺻﻔﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
ﻋﻦ ﻋﻴﺴﻰ ﺑﻦ ﻋﻤﺮ ﻗﺎﻝ ﻣﺎ
ﺭﺃﻳﺖ ﻗﻂ ﺑﻴﺎﺿﺎ ﻭﻻ ﺣﻤﺮﺓ
ﺃﺣﺴﻦ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﻣﺎﻟﻚ ﻭﻻ ﺃﺷﺪ
ﺑﻴﺎﺽ ﺛﻮﺏ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻧﻘﻞ
ﻏﻴﺮ ﻭﺍﺣﺪ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻃﻮﺍﻻ
ﺟﺴﻴﻤﺎ ﻋﻈﻴﻢ ﺍﻟﻬﺎﻣﺔ ﺃﺷﻘﺮ
ﺃﺑﻴﺾ ﺍﻟﺮﺃﺱ ﻭﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﻋﻈﻴﻢ
ﺍﻟﻠﺤﻴﺔ ﺃﺻﻠﻊ ﻭﻛﺎﻥ ﻻ ﻳﺤﻔﻲ
ﺷﺎﺭﺑﻪ ﻭﻳﺮﺍﻩ ﻣﺜﻠﻪ.
ﻭﻗﻴﻞ ﻛﺎﻥ ﺃﺯﺭﻕ ﺍﻟﻌﻴﻦ،
ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﻀﺤﺎﻙ ﺍﻟﺤﺰﺍﻣﻲ
ﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﻧﻘﻲ ﺍﻟﺜﻮﺏ ﺭﻗﻴﻘﻪ
ﻳﻜﺜﺮ ﺍﺧﺘﻼﻑ ﺍﻟﻠﺒﻮﺱ، ﻭ ﻗﺎﻝ
ﺃﺷﻬﺐ ﻛﺎﻥ ﻣﺎﻟﻚ ﺇﺫﺍ ﺍﻋﺘﻢ
ﺟﻌﻞ ﻣﻨﻬﺎ ﺗﺤﺖ ﺫﻗﻨﻪ ﻭﻳﺴﺪﻝ
ﻃﺮﻓﻬﺎ ﺑﻴﻦ ﻛﺘﻔﻴﻪ.
ﺇﻣﺎﻡ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ
ﻛﺎﻥ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﺋﻤﺔ
ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ، ﻳﻘﻮﻝ
ﻳﺤﻴﻰ ﺍﻟﻘﻄﺎﻥ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﻮﻡ
ﺃﺻﺢ ﺣﺪﻳﺜﺎ ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﻛﺎﻥ
ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻗﺎﻝ
ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ ﻗﺎﻝ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺍﻟﺤﺴﻦ ﺃﻗﻤﺖ ﻋﻨﺪ ﻣﺎﻟﻚ ﺛﻼﺙ
ﺳﻨﻴﻦ ﻭﻛﺴﺮﺍ ﻭﺳﻤﻌﺖ ﻣﻦ
ﻟﻔﻈﻪ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻤﺎﺋﺔ
ﺣﺪﻳﺚ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﺤﻤﺪ ﺇﺫﺍ ﺣﺪﺙ
ﻋﻦ ﻣﺎﻟﻚ ﺍﻣﺘﻸ ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻭﺇﺫﺍ
ﺣﺪﺙ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻮﻓﻴﻴﻦ
ﻟﻢ ﻳﺠﺌﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﻴﺴﻴﺮ.
ﻗﺎﻝ ﺍﺑﻦ ﻣﻬﺪﻱ ﺃﺋﻤﺔ ﺍﻟﻨﺎﺱ
ﻓﻲ ﺯﻣﺎﻧﻬﻢ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﺍﻟﺜﻮﺭﻱ
ﻭﻣﺎﻟﻚ ﻭﺍﻷﻭﺯﺍﻋﻲ ﻭﺣﻤﺎﺩ ﺑﻦ
ﺯﻳﺪ ﻭﻗﺎﻝ ﻣﺎ ﺭﺃﻳﺖ ﺃﺣﺪﺍ ﺃﻋﻘﻞ
ﻣﻦ ﻣﺎﻟﻚ.
ﻣﺤﻨﺔ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
ﺗﻌﺮﺽ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ ﻟﻤﺤﻨﺔ
ﻭﺑﻼﺀ ﺑﺴﺒﺐ ﺣﺴﺪ ﻭﻭﺷﺎﻳﺔ
ﺑﻴﻨﻪ ﻭﺑﻴﻦ ﻭﺍﻟﻲ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺟﻌﻔﺮ
ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻭﻳﺮﻭﻯ ﺃﻧﻪ ﺿﺮﺏ
ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻁ ﺣﺘﻰ ﺃﺛﺮ ﺫﻟﻚ ﻋﻠﻰ
ﻳﺪﻩ ﻓﻴﻘﻮﻝ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﺎﺩ
ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻳﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻣﺎﻟﻚ ﺇﺫﺍ
ﺃﻗﻴﻢ ﻣﻦ ﻣﺠﻠﺴﻪ ﺣﻤﻞ ﻳﺪﻩ
ﺑﺎﻷﺧﺮﻯ، ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻮﺍﻗﺪﻱ ﻟﻤﺎ
ﻭﻟﻲ ﺟﻌﻔﺮ ﺑﻦ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ
ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺳﻌﻮﺍ ﺑﻤﺎﻟﻚ ﺇﻟﻴﻪ
ﻭﻛﺜﺮﻭﺍ ﻋﻠﻴﻪ ﻋﻨﺪﻩ ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ
ﻳﺮﻯ ﺃﻳﻤﺎﻥ ﺑﻴﻌﺘﻜﻢ ﻫﺬﻩ
ﺑﺸﻲﺀ ﻭﻫﻮ ﻳﺄﺧﺬ ﺑﺤﺪﻳﺚ
ﺭﻭﺍﻩ ﻋﻦ ﺛﺎﺑﺖ ﺑﻦ ﺍﻷﺣﻨﻒ ﻓﻲ
ﻃﻼﻕ ﺍﻟﻤﻜﺮﻩ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ
ﻋﻨﺪﻩ ﻗﺎﻝ ﻓﻐﻀﺐ ﺟﻌﻔﺮ
ﻓﺪﻋﺎ ﺑﻤﺎﻟﻚ ﻓﺎﺣﺘﺞ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﻤﺎ
ﺭﻓﻊ ﺇﻟﻴﻪ ﻋﻨﻪ ﻓﺄﻣﺮ ﺑﺘﺠﺮﻳﺪﻩ
ﻭﺿﺮﺑﻪ ﺑﺎﻟﺴﻴﺎﻁ ﻭﺟﺒﺬﺕ ﻳﺪﻩ
ﺣﺘﻰ ﺍﻧﺨﻠﻌﺖ ﻣﻦ ﻛﺘﻔﻪ
ﻭﺍﺭﺗﻜﺐ ﻣﻨﻪ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ
ﻓﻮﺍﺍﻟﻠﻪ ﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﻣﺎﻟﻚ ﺑﻌﺪ ﻓﻲ
ﺭﻓﻌﺔ ﻭﻋﻠﻮ، ﻭﻫﺬﻩ ﺛﻤﺮﺓ
ﺍﻟﻤﺤﻨﺔ ﺍﻟﻤﺤﻤﻮﺩﺓ ﺃﻧﻬﺎ ﺗﺮﻓﻊ
ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻭﺑﻜﻞ
ﺣﺎﻝ ﻓﻬﻲ ﺑﻤﺎ ﻛﺴﺒﺖ ﺃﻳﺪﻳﻨﺎ
ﻭﻳﻌﻔﻮ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ ﻭﻣﻦ ﻳﺮﺩ
ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺧﻴﺮﺍ ﻳﺼﻴﺐ ﻣﻨﻪ ﻭﻗﺎﻝ
ﺍﻟﻨﺒﻲ )ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺳﻠﻢ(
ﻛﻞ ﻗﻀﺎﺀ ﺍﻟﻤﺆﻣﻦ ﺧﻴﺮ ﻟﻪ
ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ }ﻭﻟﻨﺒﻠﻮﻧﻜﻢ
ﺣﺘﻰ ﻧﻌﻠﻢ ﺍﻟﻤﺠﺎﻫﺪﻳﻦ ﻣﻨﻜﻢ
ﻭﺍﻟﺼﺎﺑﺮﻳﻦ) {ﻣﺤﻤﺪ:31(
ﻭﺃﻧﺰﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﻭﻗﻌﻪ
ﺃﺣﺪ ﻗﻮﻟﻪ }ﺃﻭ ﻟﻤﺎ ﺃﺻﺎﺑﺘﻜﻢ
ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻗﺪ ﺃﺻﺒﺘﻢ ﻣﺜﻠﻴﻬﺎ ﻗﻠﺘﻢ
ﺃﻧﻲ ﻫﺬﺍ ﻗﻞ ﻫﻮ ﻣﻦ ﻋﻨﺪ
ﺃﻧﻔﺴﻜﻢ){ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ:165(
ﻭﻗﺎﻝ }ﻭﻣﺎ ﺃﺻﺎﺑﻜﻢ ﻣﻦ
ﻣﺼﻴﺒﺔ ﻓﺒﻤﺎ ﻛﺴﺐ ﺃﻳﺪﻳﻜﻢ
ﻭﻳﻌﻔﻮ ﻋﻦ ﻛﺜﻴﺮ{
)ﺍﻟﺸﻮﺭﻯ:30(
ﻓﺎﻟﻤﺆﻣﻦ ﺇﺫﺍ ﺍﻣﺘﺤﻦ ﺻﺒﺮ
ﻭﺍﺗﻌﻆ ﻭﺍﺳﺘﻐﻔﺮ ﻭﻟﻢ
ﻳﺘﺸﺎﻏﻞ ﺑﺬﻡ ﻣﻦ ﺍﻧﺘﻘﻢ ﻣﻨﻪ
ﻓﺎﻟﻠﻪ ﺣﻜﻢ ﻣﻘﺴﻂ ﺛﻢ ﻳﺤﻤﺪ
ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺳﻼﻣﺔ ﺩﻳﻨﻪ ﻭﻳﻌﻠﻢ
ﺃﻥ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺃﻫﻮﻥ ﻭﺧﻴﺮ
ﻟﻪ.
ﺗﺮﺍﺙ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
ﻋﻨﻲ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﻭﺗﺄﻟﻴﻒ
ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺣﻮﻝ ﺗﺮﺍﺙ ﺍﻹﻣﺎﻡ
ﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻣﺎ ﺯﺍﻝ ﺍﻟﻌﻠﻤﺎﺀ ﻗﺪﻳﻤﺎ
ﻭﺣﺪﻳﺜﺎ ﻟﻬﻢ ﺃﺗﻢ ﺍﻋﺘﻨﺎﺀ ﺑﺮﻭﺍﻳﺔ
ﺍﻟﻤﻮﻃﺄ ﻭﻣﻌﺮﻓﺘﻪ ﻭﺗﺤﺼﻴﻠﻪ
ﻭﻓﺎﺓ ﺍﻹﻣﺎﻡ ﻣﺎﻟﻚ
ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻘﻌﻨﺒﻲ ﺳﻤﻌﺘﻬﻢ
ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻋﻤﺮ ﻣﺎﻟﻚ ﺗﺴﻌﺎ
ﻭﺛﻤﺎﻧﻴﻦ ﺳﻨﺔ ﻣﺎﺕ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ
ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻭﻣﺌﺔ ﻭﻗﺎﻝ
ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﺃﻭﻳﺲ
ﻣﺮﺽ ﻣﺎﻟﻚ ﻓﺴﺄﻟﺖ ﺑﻌﺾ
ﺃﻫﻠﻨﺎ ﻋﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ
ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺗﺸﻬﺪ ﺛﻢ ﻗﺎﻝ }ﻟﻠﻪ ﺍﻷﻣﺮ
ﻣﻦ ﻗﺒﻞ ﻭﻣﻦ ﺑﻌﺪ) {ﺍﻟﺮﻭﻡ:4(،
ﻭﺗﻮﻓﻲ ﺻﺒﻴﺤﺔ ﺃﺭﺑﻊ ﻋﺸﺮﺓ
ﻣﻦ ﺭﺑﻴﻊ ﺍﻷﻭﻝ ﺳﻨﺔ ﺗﺴﻊ
ﻭﺳﺒﻌﻴﻦ ﻭﻣﺎﺋﺔ ﻓﺼﻠﻰ ﻋﻠﻴﻪ
ﺍﻷﻣﻴﺮ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ
ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﻦ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﻠﻲ
ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﻋﺒﺎﺱ
ﺍﻟﻬﺎﺷﻤﻲ